فتح الثـــوره

اهلا وسهلاً بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
بإدراة
إعصــار فتح / مطر العيون

فتح الثـــوره

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فتح الثـــوره

تاريخ حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح و انطلاقتها لكونها التنظيم الفلسطيني الاول و المفجر للثورة الفلسطينية المباركة ، ومناقشة ايديولوجية هذه الحركة ومواقفها ونظامها الداخلي واخبارها ونشاطاتها على مستوى الوطن والخارج

<اهـــلا وســهــلا بــكــم فــي مــنــتــديــات فــتــح الــثــوره .... مع تحيـات المدير العـام " إعصــــار فتــححــــــــركـة فــــتـــــح Q5vx1g63t2kk
.< حــــــــركـة فــــتـــــح Qepst54541di..استقبال حاشد في رام الله .. الاالاف من جماهير شعبنا تتوافد لمدينة رام الله لاستقبال السيد الرئيس بعد عودته من نيويورك لمبايعتـه ....فتح: تجمهر الشعب وانتظار الرئيس له دلالات داخلية وسياسية....الاسكندرية.. تنظم مهرجانا داعما لخطاب الرئيس في الأمم المتحدة....نزال:خطاب الرئيس غَير المعادلة وخيار "المتحدة" ضاعف هامش تحركنا....الدفاع المدني يضبط المئات من اسطوانات الغاز غير القانونية في نابلس....مستوطنون يقتلعون 400 شجرة زيتون جنوب نابلس.... اسرائيل تواصل اغلاق معبر طابا وامريكا تحذر رعاياها بعدم السفر لسيناء....الرئيس: سنصل الى حقوقنا بالطرق السلمية..ارفعوا رؤوسكم فانتم فلسطينيون....بورصة فلسطين: اغلاق جلسة الاحد بانخفاض....بنك الرفاه يعلن عن أول فائزين في حملة "حول راتبك"..صرف الدولار الأمريكي مقابل: 3.70 شيقل...صرف اليورو الأوروبي مقابل:4.99 شيقل...صرف الدينار الاردني 5.23...يكون الجو معتدلاً مع ظهور بعض الغيوم المنخفضة، ولا يطرأ تغير على درجات الحرارة، وتكون الرياح غربية إلى شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة والبحر خفيف ارتفاع الموج.. صرف الجنية المصري مقابل:0.62 شيقل...حــــــــركـة فــــتـــــح Qepst54541di حــــــــركـة فــــتـــــح Q5vx1g63t2kk

للتسجيل اضغط هـنـا

المواضيع الأخيرة

» تلاوة القران الكريم
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأحد أبريل 06, 2014 11:45 pm من طرف مطر العيون

» لوحــــــــات التــــــــــوزيع M.V Distribution Board
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 8:50 pm من طرف إعصــــار فتــح

» كيف نحافظ على الأجهزة الإلكترونية
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 8:46 pm من طرف إعصــــار فتــح

» تعلم قواعد الفرنسية بالكامل في ساعة و احدة
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 8:36 pm من طرف إعصــــار فتــح

» خدمه العملاء
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 6:55 am من طرف إعصــــار فتــح

» كورس الجامعة الامريكية لدراسات الجدوي للمشروعات الهندسية,Global Feasibility Study For Engi
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 6:51 am من طرف إعصــــار فتــح

» ((~~العبارات التحفيزية الايجابيه لك وللاخرين~~))
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 6:48 am من طرف إعصــــار فتــح

» ادارة الازمــات
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 6:46 am من طرف إعصــــار فتــح

» عشر نصائح لمكافحة التوتر النفسي
حــــــــركـة فــــتـــــح Icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2013 6:38 am من طرف إعصــــار فتــح

تصويت

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 31 بتاريخ السبت يوليو 21, 2012 1:04 am


    حــــــــركـة فــــتـــــح

    إعصــــار فتــح
    إعصــــار فتــح
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 193
    نقاط : 569
    تاريخ التسجيل : 04/06/2011
    الموقع : جنيــن

    حــــــــركـة فــــتـــــح Empty حــــــــركـة فــــتـــــح

    مُساهمة  إعصــــار فتــح الإثنين يونيو 13, 2011 9:18 pm

    هي رمز إلى حركة التحرير الفلسطينية. تكوّن حروفها الأولى مادة "حتف"، فإذا ما قُلِبَت، أصبحت تكون كلمة "فتح". تأسست الحركة في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، بعد اندماج شبكات عاملة في مخيمات اللاجئين، وتجمعات الطلبة الفلسطينيين في المهجر، والجاليات الفلسطينية النامية في دول الخليج العربي الغنية؛ وهي التي كانت تؤمن بالوطنية الفلسطينية، مناقضةً بذلك الأحزاب المؤمنة بالقومية العربية، التي لا تلبي الطموح الفلسطيني الحقيقي؛ لأنها كانت تطرح صراعات بعيدة كل البعد عن القضية الأساسية، قضية فلسطين.

    ويرجع أحد قادة فتح أساس فكرة إنشاء الحركة، إلى تجربة "جبهة المقاومة الشعبية"، ذلك التحالف القصير الأجل، بين الإخوان المسلمين والبعثيين، أثناء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، عام 1956. ويشير سليم الزعنون، العضو المؤسس في "حركة فتح"، إلى أن تلك التجربة القصيرة، كانت مسؤولة عن وضع جنين الحركة؛ إذ إن نحو 12 شخصاً، من أعضاء "جبهة المقاومة الشعبية"، قد اجتمعوا، في حي الزيتون، في مدينة غزة، حيث وضعوا خطة لتنظيم جبهة في فلسطين، كانت فتح هي صورته النهائية.

    وتجمع المصادر على أهمية الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، عام 1956، في تأسيس "حركة فتح"؛ وتَعدّه نقطة التحول في مسيرة النضال الشعبي الفلسطيني؛ إذ وجد الشباب الفلسطيني نفسه، للمرة الأولي، وجهاً لوجه، أمام العدو المحتل؛ فضلاً عن أهمية حرب السويس بعامة، التي كانت هزة عنيفة للفلسطينيين، ومصدر إلهام لما يمكن عمله من أجل فلسطين. لم يكن، إذاً، تأسيس الخلية الأولى، في تنظيم فتح السري، عام 1958، أي بعد عام واحد من نهاية الاحتلال، محض مصادفة؛ وإنما نتيجة لفترة سبقتها.

    بعد نشوء دولة إسرائيل، وتشريد الفلسطينيين، أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات؛ وفشل الحكومة العربية لعموم فلسطين؛ وعجز اللجنة العربية العليا، التي يقودها المفتي؛ وغياب تنظيم، يجسد الشرعية الفلسطينية تجسيداً حقاً وفاعلاً؛ والمعاناة التي تسببت بها الأنظمة العربية، وضم الضفة الغربية إلى الأردن؛ كل أولئك، دفع جماعة من الشباب الفلسطيني، في القاهرة، ومعظمهم طلاب، يلتفون حول ياسر عرفات؛ ومنهم أبو يوسف النجار، وأبو إياد (صلاح خلف)، وعبد الفتاح حمود، إلى تشكيل الخلايا السرية. وعن ذلك يقول أحمد محمد حلس: "ولقد رأوا أن ينطلق هذا التنظيم من المصلحة الفلسطينية، والخصوصية الفلسطينية، دون تجاهل البعد العربي للقضية الفلسطينية؛ وأن يكون هذا التنظيم مستقلاً عن الأحزاب السياسية العربية، وأن يكون جميع أعضائه من الفلسطينيين؛ ما دفعهم إلى القول بأهمية أن نأخذ نحن الأمور بأيدينا ".

    ويذكر خليل الوزير، وهو أحد القادة المؤسسين لـ"حركة فتح"، أن اللقاء الأول للحركة، كان في النصف الأخير من عام 1957، في الكويت، حيث التقي خمسة فلسطينيين، جاءوا من مناطق مختلفة، وشكلوا القاعدة التنظيمية الأولي، التي كانت على ارتباط مع امتدادات تنظيمية، في كلٍّ من مصر وغزة والأردن وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية وقطَر والعراق.

    ويذكر صلاح خلف، أن انطلاقة فتح أو تشكيلها النهائي، قد كان عام 1961، نتيجة لتوحيد معظم الخمس والثلاثين أو الأربعين منظمة فلسطينية، التي كانت قد نشأت في الكويت نشوءاً عفوياً؛ واندماجها في منظمة، كانت قائمة، في كلٍّ من قطَر والمملكة العربية السعودية، ويقودها محمود عباس (أبو مازن)، ومحمد يوسف النجار، وكمال عدوان، الذين أصبحوا أعضاء اللجنة المركزية لـ"حركة فتح"؛ وقد استشهد الأخيران، على يد قوة إسرائيلية، في بيروت، في أبريل 1973.

    أما أحد أعضاء اللجنة المركزية، ويدعى خالد الحسن، فيذكر أن تاريخ التوحيد النهائي لقوات فتح الأساسية، قد كان عام 1962؛ وما نشأ قبل هذا التاريخ، لا يعدو كونه جماعات محلية، مستقلة.

    إن بدايات "حركة فتح"، قد كانت في الخمسينيات، حينما أغارت الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة، عام 1955، فتظاهر الطلبة في جامعة القاهرة؛ فاستدعاهم الرئيس جمال عبدالناصر، وطلب منهم أن يشكلوا وفداً لزيارة غزة. كوِّن الوفد من ياسر عرفات، وصلاح خلف، وسليم الزعنون، الذين ذهبوا إلى غزة، حيث اجتمع ياسر عرفات، رئيس اتحاد الطلبة، في ذلك الوقت، مع خليل الوزير، الذي كان رئيس تحرير مجلة "فلسطيننا"، التي تكتب في مدرسة خالد بن الوليد. فأجرى رئيس التحرير مقابلة مع ياسر عرفات، وقدم إليه صورة عن الوضع في القطاع؛ وكانت هذه أول مرة، يلتقي فيها الرجلان. ومنذ تلك الفترة، بدأ التخطيط لتنظيم مسلح؛ إذ التقيا، مرة ثانية، في القاهرة، عام 1956؛ ومرة ثالثة، في الكويت، حيث راحا يفكران ويناقشان قضايا شعبهما، وتعاهدا على أن يعملا شيئاً لقضيتهم. وفي اليوم التالي، اجتمعا في منزل عادل عبدالكريم، ومعهم يوسف عميرة، ومحمد شديد، وتعاهدوا على تأسيس حركة. ولم تكن أفكار ياسر عرفات وخليل الوزير وعادل عبدالكريم، بدعاً في المنطقة؛ بل كان هناك جماعات كثيرة، تنادي بالعمل من أجل التوحيد، وتحرير فلسطين.

    ومهما اختلف المعاصرون للأحداث، في تاريخ البداية الحقيقية لنشوء "حركة فتح"؛ إلا أن نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات، كانت فترة ميلادها الحقيقي.

    ويمكن القول، إن أهم العوامل، التي ساعدت على إنشاء "حركة فتح"، هو انفصام الوحدة المصرية ـ السورية، عام 1961؛ وعدم قدرة الدول العربية على منع إسرائيل من استغلال مياه نهر الأردن في ري صحراء النقب؛ وشروع الدولة العبرية في صنع السلاح النووي. وقد أقنعت هذه العوامل مجتمعة الوطنيين الفلسطينيين، ولا سيما رجال فتح، بأن الرياح ليست في مصلحة العرب بعامة، والفلسطينيين بخاصة؛ وأن مواجهة الدول العربية إسرائيل، عسكرياً، هي ضعيفة، بل مستبعدة. ولذلك، شرعت فتح تنشئ قواعدها في الجزائر، عام 1962؛ وفي سورية، عام 1964، حتى استكملت جناحها العسكري، "العاصفة"، والذي كانت باكورة عملياته في الأول من يناير 1965، على أرض فلسطين المحتلة (إسرائيل).

    كان مؤسسو "حركة فتح"، يرون أهمية وجود تنظيم قيادي فلسطيني، يجمع الشعب الفلسطيني، ويقوده في معركة تحرير الوطن، معتمداً عليه هو نفسه، سواء في عملية التمويل أو المد الفكري. وألاّ يكون ذا طابع حزبي، ولا موالياً ولا معادياً لأيِّ دولة عربية. تنظيم يكون ارتباطه بالشعب الفلسطيني متجدداً، أساسه التكافل الاجتماعي، والوحدة الوطنية؛ والتعامل مع الدول العربية، بقدر ما تقدمه من إيجابيات للقضية الفلسطينية، سواء في المحافل الدولية أو في محافلها الداخلية.

    لقد اتسمت المرحلة الواقعة بين عامَي 1959 و1964، بتوسع "حركة فتح" العددي والتنظيمي، والتي أطلق عليها صلاح خلف مرحلة "إعداد الأطر والكوادر"؛ حيث نشأت مئات الخلايا، على أطراف دولة إسرائيل، في الضفة الغربية وغزة، وفي مخيمات اللاجئين في سورية ولبنان، وكذلك داخل التجمعات الفلسطينية في البلدان العربية الأخرى، وفي إفريقيا وأوربا، بل في الأمريكتَين: الشمالية والجنوبية.

    وفي البداية، لم تتلقَّ "حركة فتح" دعماً مالياً، من قبل أيّ حكومة عربية؛ بل كانت تعتمد على أموال ضئيلة من مؤسسيها، اشترت بها أسلحة خفيفة، وسيئة الجودة. وكان من أهم المشاكل، التي واجهت الحركة، عملية إعداد الفدائيين. ويقول صلاح خلف: "كان النظام العربي الوحيد، الذي يؤيدنا، عام 1964، هو نظام بن بيلا، الذي رخص لنا بإقامة ممثلية في الجزائر. غير أن بن بيلا، الذي كان وثيق الصلة بعبدالناصر، كان يرفض إعطاءنا أيّ دعم مادي؛ وإنما تسلمنا أول شحنة من سلاح، من الجزائر، عام 1965، عندما تسلم أبو مدين مقاليد السلطة ". ويتضح من قول أحد رجالات الثورة الفلسطينية، أن عبدالناصر، كان يمد الثورة الفلسطينية، سراً؛ ولا يريد أن يطلع بن بيلا على دعمه لها. وكذلك استفادت "حركة فتح" من دول الخليج؛ وعن ذلك يقول أحد المعاصرين: "إن الحركة كانت بحاجة ماسّة إلى المال... وكان في وسعنا أن نناضل بحُرية أعظم في دول الخليج، حيث مصالح الأمن أقلّ تطوراً، وحيث قادة هذه البلاد أكثر تهيؤاً إزاءنا؛ بخلاف الحال في البلدان المجاورة لإسرائيل


    ارتكزت "حركة فتح" على مبادئ أساسية، هي:
    1. فلسطين جزء من الوطن العربي. والشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية، وكفاحه جزء من كفاحها.

    2. الشعب الفلسطيني ذو شخصية مستقلة، وصاحب الحق في تقرير مصيره، وله السيادة المطلقة على جميع أراضيه.

    3. الثورة الفلسطينية طليعة الأمة العربية، في معركة تحرير فلسطين.

    4. نضال الشعب الفلسطيني جزء من النضال المشترك لشعوب العالم، في مواجهة الصهيونية والاستعمار والإمبريالية العالمية .

    5. معركة تحرير فلسطين واجب قومي، تسهم فيه الأمة العربية، بكافة إمكاناتها وطاقاتها، المادية المعنوية.

    6. المشاريع والاتفاقات والقرارات، التي صدرت أو تصدر عن هيئة الأمم المتحدة، أو مجموعة من الدول، أو أي دولة منفردة، في شأن قضية فلسطين، والتي تهدر حق الشعب الفلسطيني في وطنه، باطلة، ومرفوضة.

    7. الصهيونية حركة عنصرية، استعمارية، عدوانية، في الفكر والأهداف والتنظيم والأسلوب.

    8. الوجود الإسرائيلي في فلسطين غزو صهيوني، عدواني، قاعدته استعمارية توسعية؛ وهو حليف طبيعي للاستعمار والإمبريالي ة العالمية.

    9. تحرير فلسطين والدفاع عن مقدساتها، واجب عربي، وديني، وإنساني.

    10. حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حركة وطنية ثورية مستقلة. وهي تمثل الطليعة الثورية للشعب الفلسطيني.

    11. الجماهير الثائرة، والتي تضطلع بالتحرير، هي صاحبة الأرض، ومالكة فلسطين.

    قبل إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، اجتمعت "حركة فتح" في الكويت؛ لكي تقرر موقفها منه. وفي هذا الاجتماع، هناك من رأى أنه يجب التعامل السلبي مع هذا الموضوع، من منطلق أن الفكرة عملية إجهاضية، من بعض الدول العربية؛ لأنها لا تريد أن يكون هناك عمل ثوري، شعبي؛ وإنما يجب استبداله، أو سد الطريق أمامه، بإيجاد عمل شعبي رسمي، حتى يمكن السيطرة على أي عمل فدائي، ينطلق في هذه المنطقة. وهناك في قيادة "حركة فتح" من رأى أنه يجب التعامل تعاملاً إيجابياً مع منظمة التحرير الفلسطينية؛ وأنه لا بدّ من الاتصال بأحمد الشقيري، وتشجيعه على هذا الموضوع.

    وفي صيف 1964، أرسلت "حركة فتح" مندوباً عنها، وهو ياسر عرفات، إلى ليبيا؛ للاجتماع بالسيد أحمد الشقيري، وإبلاغه ما تريد أن تفعله. ووفقاً لشهادة أحد المعاصرين، "حمل ياسر عرفات معه إلى الشقيري، قبل دخوله مؤتمر القمة العربي الثاني، العرض الآتي: "نحن قررنا أن ننطلق، في بداية 1965، كحركة فتح. ولكن، نحن على استعداد، أن نقدم موعد الانطلاقة إلى ما قبل اجتماع القمة؛ لكي تدخل أنت مؤتمر القمة العربي، ممثلاً لثورة، انطلقت في داخل فلسطين، وليس فقط مكلفاً من الجامعة العربية تشكيل هذه المنظمة". الشقيري استحسن الفكرة، ولكن طلب تأجيلها. ووعد عرفات، أن يكون نصيراً ومتعاوناً مع حركة التحرير الفلسطيني، فتح، في المستقبل".

    كان إعلان الدول العربية إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، في 28 مايو1964، حافزاً لمؤسسي "حركة فتح" إلى الانتقال إلى مرحلة العمليات العسكرية؛ إذ لم تقاطع الحركة المؤتمر الفلسطيني الأول، الذي انبثقت منه منظمة التحرير الفلسطينية؛ على الرغم من وقوع المؤتمر تحت الوصاية العربية. ويقول صلاح خلف عن سبب حضور "حركة فتح" المؤتمر الفلسطيني الأول: "إن الموقف كان يحتم عدم الانقطاع عن الحياة السياسية الفلسطينية، وضرورة التسرب إلى داخل منظمة غنية، وقوية؛ للإفادة من الوسائل، التي تتمتع بها"، وعن موقف الشقيري من "حركة فتح"، قال خلف: "عرضنا عليه إقامة علاقات سرية بيننا. لكن الشقيري، بدلاً من أن يساعدنا، كما وعد، فإنه راح، بعد ذلك، يحاربنا بأقصى ما لديه من طاقة ". كذلك يقول صلاح خلف: "رغم كل تحفظاتنا، التي كانت وما زالت من منظمة التحرير، قبلنا أن نكون جزءاً منها؛ من أجل الوحدة الوطنية".

    ظلت "حركة فتح" سرية، حتى عُقد مؤتمرها العام الموسع، في دمشق، في أكتوبر 1964؛ وحضره قياديوها في البلدان المعادية لإسرائيل، وخاصة قطاع غزة، والضفة الغربية. واتفقوا على 31 ديسمبر 1964، موعداً لأولى عملياتهم العسكرية، ضد إسرائيل، والتي اضطلعت بها "العاصفة"، الجناح العسكري لـ"حركة فتح". وأعلنت العملية في البلاغ العسكري، الرقم واحد، في الفاتح من يناير1965؛ وكذلك أعلنت بيانها السياسي الأول، الذي أذاعته القيادة العامة لقوات "العاصفة" (الملحقان الرقمان 10، و11).

    حينما أُعلن أول بلاغ عسكري، استثار ردود فعل، فلسطينية وعربية. أمّا ردود الفعل الفلسطينية، فتتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية؛ ويوضحها سليم الزعنون بقوله: "نسجل للشقيري موقفاً مشرفاً، حيث إنه عندما انطلقت حركة فتح، العاصفة، في الأول من يناير 1965، كان هناك في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، من أراد أن يصدر بياناً ضد الانطلاقة، باعتبارها توريطاً لعمل منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن الشقيري منع صدور بيان كهذا، والتزم الصمت ".

    أمّا ردود الفعل العربية، فقد اتهم بعض الدول العربية "العاصفة"، بأنها تعمل في مصلحة وكالة الاستخبارات المركزية (c.i.a)، والبعض اتهم رجالها بأنهم عملاء للشيوعية الدولية. والبعض الآخر سلط عليهم القمع. لا، بل وإن "حركة القوميين العرب"، التي كتبت مقالات عديدة، في مجلة "الهدف"، نددت فيها بمبدأ الكفاح المسلح، الذي رفعته فتح شعاراً إستراتيجياً لعملها الثوري. ولكن، في عام 1966، شعرت تلك الحركة أن معظم أعضائها، قد انضموا إلى قوات "العاصفة"، فبادرت إلى تكوين فريق فلسطيني، يمارس الكفاح المسلح، مثل "حركة فتح"؛ أطلق عليه تنظيم " أبطال العودة"، الذي أصبح، فيما بعد، "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

    استمرت "حركة فتح" في طريقها، بعد الانطلاقة الأولى؛ فتعددت عملياتها العسكرية، وتوسع نفوذها، وقويت اتصالاتها بالدول العربية؛ إذ بعثت بمذكرة إلى المؤتمر الثالث لملوك الدول العربية ورؤسائها؛ المنعقد في الدار البيضاء، في سبتمبر 1965، حددت فيها المنطلقات النظرية لعملها الكفاحي في سبيل تحرير فلسطين؛ وهي:

    1. الإيمان الجازم بأن الكفاح المسلح، هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.

    2. إيمان الحركة بأن الشعب العربي بأسْره، هو مادة الكفاح المسلح.

    3. اعتقاد الحركة بأن الزمن يعمل في مصلحة العدو، وأن المعركة يجب أن تكون اليوم، وليس غداً.

    4. إن معركة تحرير فلسطين، سوف تسفر عن حلّ التناقضات القائمة في الوطن العربي؛ كما أن حرب التحرير، هي وحدها الكفيلة بتوحيد الأمة العربية، ورأب الشقوق والصدوع في بنيانها.

    5. استعداد الحركة للتنسيق والتعاون مع أيّ جهة، فلسطينية أو عربية، تعمل أو تنوي العمل من أجل التحرير واشتراكها في ذلك؛ على أن يكون اللقاء والتعاون في أرض المعركة؛ وإبقاء القيادة في يد الشعب الفلسطيني، وفي منأى عن الخصومات والقيادات السياسية، التي تتنازع في العالم العربي. كذلك، شددت فتح، في مذكرتها، على ضرورة الانطلاق والتحرك من أجل تحرير فلسطين. ورأت العمليات الفدائية تمهيداً لحرب التحرير الشعبية، التي تساعد على تعزيز الثقة لدى الفلسطينيين، ومحاربة عوامل اليأس والانهزام لديهم، وزلزلة الوجود الصهيوني، وخلق جو مشحون بالتحفز والإحساس بالخطر الصهيوني، وكشف أكذوبة قوة إسرائيل ومناعتها.


    عندما انطلقت الثورة الفلسطينية، في الأول من يناير 1965، كان أحد طموحاتها، أن تصبح عامل توحيد للعرب جميعاً، يلتقون عندها، ويحشدون إمكاناتهم لتحرير الأرض الفلسطينية المحتلة. لكن بعض الأنظمة العربية، مثل الأردن ولبنان، كان يقلقها هذا التوجه؛ لأنه كان يستهدف التغيير. فمنعت انطلاقة الثورة من أراضيها. ومن المؤسف، أن أول شهداء "حركة فتح" (الثورة الفلسطينية)، وهو الشهيد أحمد موسى، سقط برصاص النظام الأردني، بعد تنفيذه عملية ناجحة، داخل الأراضي المحتلة. على الرغم من هذه الصعوبات، التي كانت تتعرض لها قوات "العاصفة"، فإنها استمرت في تنفيذ العمليات الفدائية، وإصدار البلاغات العسكرية؛ إذ حذرت إسرائيل، في بلاغها العسكري الرقم 13، الصادر عام 1965، من الاعتداء على المواطنين العرب الأبرياء؛ وأكدت، كذلك، أنها غير تابعة، ولا خاضعة لأيّ دولة أو جهة.

    كذلك، وجهت "العاصفة" بياناً إلى الصحافيين العرب، في مناسبة انعقاد مؤتمرهم الأول، في الكويت، في الفترة بين 8 و13 فبراير1965؛ أعربت فيه عن خيبة أملها، بسبب ما لاقته من فتور الصحافة العربية، وتردد لا يلائم زخم الحدث الثوري، الذي جسدته طلائع الثورة الفلسطينية، في الأول من يناير 1965. وحذرت في بيانها العالم العربي والصحافيين، من أن إسرائيل تحتاج إلى ثلاث سنوات أخرى من التسلح، حتى تحقق أهدافها الإستراتيجية، التي تتمثل في إنتاج السلاح النووي، وتكثيف العمق البشري. وشدد البيان على ضرورة التحرك العربي، من أجل منع العدو من تحقيق هذه الأهداف. وأكدت في بيانها، أنها لن تشهر السلاح في وجْه أيّ جندي أو حاكم عربي.

    إذا كانت "حركة فتح"، فد أعلنت جهادها وكفاحها المسلح، في أوائل عام 1965؛ وتعرضت، منذ ذلك التاريخ، لمتاعب جسيمة وتضحيات مروعة، في سبيل توحيد عملها في مواجهة إسرائيل المغتصبة، واستمرار ثورتها على الكيان الصهيوني، الذي نصبه الاستعمار في فلسطين؛ فقد ذاق ثوارها ألواناً مختلفة من القمع والتعذيب. ففي لبنان، قتل رجال الاستخبارات اللبنانية، في يناير 1966، أحد أعضاء "العاصفة"، ويدعي جلال كعوش، كان يخطط لتنفيذ عملية عسكرية، من الأراضي اللبنانية؛ فاعتُقل، وعُذب، ثم ألقي بجثته من بناية عالية، كي يبدو موته، وكأنه انتحار. وسارع مسؤول في قيادة الجيش اللبناني، في 15 يناير 1966، إلى الإعلان "أن جلال كعوش، كان ينوي القيام بعمل إرهابي، كلف به في 29 ديسمبر، داخل حدود إسرائيل، على رأس زمرة من الفدائيين". وعلى اثر استشهاد كعوش، شهدت العاصمتان: السورية واللبنانية، مسيرات كبرى. وأرسلت "حركة فتح" بمذكرة احتجاج إلى مؤتمر رؤساء حكومات الدول العربية، في 12مارس 1966، تستنكر فيها ما يتعرض له النضال الفلسطيني، من ضغوط وقتل، من قبل بعض الدول العربية. ودعت المذكرة إلى "إطلاق حرية العمل لجميع القوى الثورية الفلسطينية، التي تؤمن بالكفاح المسلح؛ وتهيئة كل أرض عربية محيطة بفلسطين المحتلة، لتكون منطلقاً للتحرير، وليس سجناً للمناضلين".

    ولم يقتصر الأمر على قتل رجال "العاصفة" وسجنهم، ومنعهم من الدخول إلى الأرض المحتلة، لتنفيذ عملياتهم؛ بل إن الأمهات، اللواتي كان يشتبه بسفر أبنائهن، للتدريب العسكري، كُنَّ يخضعنَ، باستمرار، للتحقيق؛ فضلاً عن أن رجال الشرطة في لبنان، كانوا يقتحمون بيوت رجال "العاصفة".

    وتعرضت "حركة فتح" وقيادتها، في سورية، للسجن والتحقيق، في نهاية فبراير 1966؛ بسبب مقتل رجلَين من رجال "العاصفة"؛ كانا يعملان بتوجيه من حزب البعث السوري؛ وهما يوسف بعرابي، ومحمد حشمت. وقاد الحركة، في هذه الفترة، انتصار الوزير (أم جهاد)، التي فقدت أحد أطفالها بسبب انشغالها بالقيادة. ولم يفرج عن السجناء، إلا بعد وساطة فاروق القدومي، ومحمد يوسف النجار، وصلاح خلف، لدى حافظ الأسد، وزير الدفاع السوري، في ذلك الوقت.

    استمرت "حركة فتح" في نضالها العسكري، على الرغم من الطوق، الذي كانت تفرضه عليها الدول العربية المجاورة لإسرائيل. وكانت ترفع المذكرات إلى مؤتمرات القمة العربية، ومجالس الدفاع العربية، تشرح فيها الوضع الفلسطيني الصعب؛ إذ وجهت إحداها إلى مجلس الدفاع العربي الأعلى، المنعقد في منتصف ديسمبر 1966، طالبت فيها بتسليح الشباب، في المدن والقرى الأمامية؛ وتكوين فِرق المقاومة الشعبية، في جميع أنحاء الضفة الغربية؛ وحماية العمل الفدائي؛ وحث جيش التحرير الفلسطيني على التحرك وخوض المعركة المسلحة.

    وفي نهاية عام 1966، ومطلع عام 1967، ازدادت العمليات العسكرية، التي كانت تنفذها "العاصفة"؛ ما دفع النظام الأردني إلى اعتقال 250 شخصاً، كان يشتبه بانتمائهم أو تعاطفهم معها. ولم يفرج عنهم، إلا عشية حرب يونيه 1967. وقد اعترف رئيس الحكومة الإسرائيلية، ووزير دفاعها، ليفي أشكول، يوم الإثنين، 17نوفمبر1966، بشدة عمليات "حركة فتح" العسكرية، قائلاً: "وعلى غرار منظمة الشقيري، تكونت عصابة اسمها فتح، هدفها الأساسي عدم استقرار إسرائيل. وهذه العصابة، جمعت مجموعات من المخربين، أطلقت عليهم اسم "العاصفة... إن حكام سورية، لا يخفون تأييدهم لفتح، ويفخرون بأعمال القتل، التي تقوم بها، ويطلبون استمرارها، علانية... إن الحكم السوري، يسمح بصدور جريدة هذه العصابة في دمشق".

    لقد شاركت قوات "العاصفة" في الدفاع عن أرض الوطن، في حرب 1967، هذه الحرب التي أتاحت لـ"حركة فتح" أن يكون جهادها علنياً، وأن تتربع في صدور العرب، الذين هدتهم الهزيمة، وأحزنتهم الكارثة. ولكن، بعد الهزيمة، تأكد للشعوب العربية بعامة، والشعب الفلسطيني بخاصة، حجم الهزيمة الحقيقية، التي نزلت بالنظام العربي، وكشفت عن جوانب القصور في الحياة العربية، في مختلف المجالات، ولا سيما العسكرية. وكانت صدمة عنيفة للشعب الفلسطيني، وخاصة "حركة فتح"، التي عقدت مؤتمراً في دمشق، في 12 يونيه 1967؛ لمناقشة جدوى استئناف الكفاح المسلح. تمخّض المؤتمر بسلسلة من القرارات، كان من أهمها: تعيين عدد من الكوادر العليا وتفرغهم للحركة، ومنهم محمد يوسف النجار، وعبد الفتاح حمود، وصلاح خلف؛ وتوجيه نداء إلى كافة الشرفاء والمناضلين، لجمع السلاح، الذي تركته الجيوش العربية في ساحة المعركة، وفي مخازن السلاح، إضافة إلى شراء السلاح والذخيرة، من الأسواق المحلية، وجمع التبرعات، وتدعيم العمل الفدائي في الأراضي المحتلة، من طريق إرسال السيد ياسر عرفات إليها، سرّاً؛ ليضطلع بتدعيم جهاز فتح السري وتوسيعه، وبناء الخلايا الجديدة.

    دخل أبو عمار الأراضي المحتلة، في30 يونيه 1967. وأسس بعض الخلايا العسكرية الجديدة لـ"حركة فتح"، في الضفة الغربية. وعمل على رفع الروح المعنوية للجماهير الفلسطينية، بعد النكسة؛ إذ كان ينتقل من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى أخرى، متخفياً، مرة بزِيّ راعٍ، وأخرى بزِيّ شيخ، وثالثة بزِيّ امرأة.

    ويمكن القول، إن حرب يونيه 1967، منحت "حركة فتح" وقواتها، فرصة العمل، الذي حاربته الظروف، طوال العشرين عاماً الماضية؛ إذ أصبح غير ممكن، بعد تلك الحرب، أن تتولى الدول العربية المحيطة بإسرائيل حمايتها من الفدائيين أبناء الوطن السليب؛ ولا سيما بعد أن ضمت إلى كيانها أراضي جديدة، من الأقطار العربية المجاورة لها، مصر وسورية والأردن؛ فضلاً عن احتلالها باقي فلسطين.

    لقد اشتد العمل الفدائي، الذي كانت تنفذه قوات "العاصفة"، وخاصة من القواعد التي أسستها "حركة فتح" على طول غور الأردن؛ ما دفع الملك حسين إلى أن يعلن، في الرابع من سبتمبر1967، أن إرسال الفدائيين لشن عمليات ضد إسرائيل، يُعَدّ جريمة.

    وعلى أثر ازدياد العمليات الفدائية، شنت إسرائيل هجومها الواسع على مدينة الكرامة، في21 مارس 1968. وفي هذه المعركة، صمد رجال فتح لهجوم إسرائيلي شامل، كان يستهدف إبادة حركتهم بخاصة، والمقاومة الفلسطينية بعامة، في منطقة الأغوار. كان العدو يأمل أن يحتل الكرامة، في ساعات، ويصل إلى عمّان؛ ولكن خاب أمله، بل حدث العكس؛ إذ شجعت الكرامة الجماهير، الفلسطينية والعربية، بل الأجانب، كذلك، ومنهم روجر كودروي، الفرنسي، الذي قتل في أوائل يونيه 1968 على التطوع في صفوف "حركة فتح".

    حفزت حرب يونيه 1967 منظمة التحرير الفلسطينية إلى تغيير قيادتها، والتفكير جدياً في اختيار بديل من أحمد الشقيري؛ وهو ما لاقى تشجيعاً ودعماً من عبدالناصر، ساعدا على ازدياد العمل الفدائي. وعن أهمية هزيمة الأيام الستة، قال صلاح خلف: "فتحت هزيمة الأيام الستة آفاقاً جديدة أمام نموّنا وتطوّرنا؛ فالنظام الأردني، بات أضعف من أن يتصدى لمشروعنا، وأفرج الملك عن مئات الوطنيين الفلسطينيين، الذين كان قد سجنهم، في السنوات التي سبقت النزاع. كما أنه أغمض عينيه عنّا، حين عمدنا إلى إقامة قواعد على طول نهر الأردن؛ لتكون بمثابة نقاط إسناد لفدائيينا".

    لقد كان أول لقاء، بين الرئيس جمال عبدالناصر "وحركة فتح"، بعد معركة الكرامة، في أغسطس 1968؛ ومثّل الحركة فيه صلاح خلف، وفاروق القدومي. ويقول صلاح خلف عن هذا للقاء: "وأفضت هذه المباحثات إلى نتائج ملموسة، فقد عبّر لنا عبدالناصر، عن رغبته في إقامة علاقات مباشرة مع فتح، بدون المرور بالمخابرات. ووعدنا بأن يقدم لنا الأسلحة، وأن يؤمن تدريب الفدائيين". وهكذا، أصبح لـ"حركة فتح" خط مباشر للاتصال بالرئيس "جمال عبدالناصر، وبدأت تحصل على المعونة، المعنوية والمادية، منه".

    وعلى الرغم من أن فتح، فقدت نحو 95 شهيداً، خلال الهجوم الإسرائيلي على الكرامة، فإنها خرجت منتصرة، في أنظار الفلسطينيين والعرب أجمعين؛ ويعود هذا الانتصار إلى صمودها أمام الجيش الإسرائيلي، "الذي لا يقهر". وبدأت جموع الشباب، الفلسطيني والعربي، تقبِل على التطوع في صفوف الثورة، بالآلاف؛ فترسلهم للتدريب، في دورات خاصة، إلى الدول العربية، ولا سيما سورية والجزائر ومصر والعراق، وإلى بعض الدول الأجنبية والصديقة، مثل: الصين الشعبية، والاتحاد السوفيتي، ويوغسلافيا، وباكستان، وفيتنام، وكوريا الشمالية، والهند، وألمانيا الشرقية، والمجر، ورومانيا. وحصل مقاتلو فتح على دورات مختلفة، في كافة المجالات العسكرية، في شتى دول العالم؛ فضلاً عن معسكرات التدريب، التي استحدثتها الحركة، في مخيمات اللاجئين، في الأردن ولبنان، وإنشائها كلية عسكرية، عام 1975، في لبنان. وقد حصلت فتح على العديد من المساعدات، في مجال التسليح، من الجزائر، وسورية، ومصر، واليمن، وليبيا، والمملكة العربية السعودية. وكانت مصر أول بلد عربي، يرسل الصواريخ إلى الحركة، بعد حرب الكرامة مباشرة. كما حصلت على المساعدات العسكرية، من الصين الشعبية، والاتحاد السوفيتي، كوريا الشمالية، والمجر، بيد أن موسكو، لم ترسل أسلحة إلى فتح، مباشرة، إلا بعد عام 1975، عبْر الأراضي السورية والساحل اللبناني. أمّا الصين الشعبية، فتعَدّ من أهم الدول الأجنبية، التي زودتها بالأسلحة، التي دُفع ثمن بعضها وكان الباقي هبات، كذلك، بذلت فتح جهداً خاصاً في إنتاج الأسلحة بنفسها؛ وبالفعل، أنتجت أنواعاً من الأسلحة الخفيفة. وتُعَدّ "حركة فتح" أول تنظيم فلسطيني مسلح، يحصل على الأسلحة الثقيلة من الدول، العربية والأجنبية.

    قبل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الخامس، في القاهرة، في الفترة من الأول إلى الرابع من فبراير 1969، عرضت عليه فتح برنامجها، في 20 يناير 1969؛ وكان يشمل الخطوط الأساسية الآتية:

    1. رفض كافة الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن، الرقم 242 الصادر في 22 نوفمبر 1967.

    2. الالتزام التام بحق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه، فلسطين؛ وبحقه المقدس في تقرير مصيره، على كامل أرضه.

    3. تأكيد استقلالية الشعب الفلسطيني.

    4. متابعة السير في طريق الثورة الفلسطينية، حتى التحرير الكامل.

    5. دعم جيش التحرير الفلسطيني وتطويره، ورفع مستوى قدراته القتالية.

    6. توحيد الجباية المالية الفلسطينية. وحث الدول العربية على الوفاء بالتزاماتها المالية، نحو منظمة التحرير الفلسطينية.

    7. توثيق الصلة بين منظمة التحرير والشعب الفلسطيني، في شتى أرجاء العالم.

    8. حشد كافة الطاقات والكفاءات، الفلسطينية والعربية، في كافة الميادين.

    9. التفاعل مع الجماهير العربية، اجتذابها إلى المشاركة في حركة الكفاح المسلح.

    10. يجب تطوير وسائل التصدي للعدّو، على المستويَين: الفلسطيني والعربي.

    11. صيانة منظمة التحرير وتثويرها وتدعيمها وتطويرها، إطاراً يجمع القوى الفلسطينية.


    غير أن هذه المبادئ، طرأ عليها بعض التغيير إذ إن برنامج "حركة فتح"، كان قد اعتمد، في تحرير فلسطين، على أهلها، أي أنها أكدت استقلالية القرار الفلسطيني، مع التركيز في الناحية القطْرية، على حساب القومية؛ ما أدى تغيير اسم الميثاق من القومي إلى الوطني، في الدورة الرابعة للمجلس الوطني الفلسطيني؛ لأن كلمة "الوطني"، لا تتجاوز الشعب العربي الفلسطيني، في حين أن كلمة "قومي"، تشمل الأمة العربية؛ والميثاق هو لذلك الشعب، وليس لتلك الأمة بأسْرها.

    كانت "حركة فتح" تشارك في المؤتمرات الدولية، لنصرة الشعوب العربية، فقد شاركت في المؤتمر الدولي لنصرة الشعوب العربية المنعقد في القاهرة يوم 26 يناير1969؛ المؤتمر الدولي الأول للجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، المنعقد في الجزائر، في 27ديسمبر1969. وكذلك، كانت ترسل الرسائل إلى المؤتمرات الدولية، والأحزاب السياسية، وخاصة الحزب الاشتراكي الفرنسي؛ تعبّر فيها عن وجهة نظر الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة، في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والديموقراطية، التي سيتمتع فيها كلُّ المواطنين، مهما تكن ديانتهم، بحقوق متساوية.

    بعد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الخامس، في القاهرة، في أوائل فبراير 1969، وسيطرة فتح على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وانتخاب السيد ياسر عرفات رئيساً لها، صدر بيان عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني، في 5 فبراير1969، يَعُدّ منظمة التحرير الفلسطينية إطاراً، يجمع في داخله كافة التنظيمات الفلسطينية العاملة؛ لأن الميثاق المعدل للمنظمة، يَعُدّها جبهة وطنية، تضم المنظمات والأفراد ودعا البيان إلى عدم التدخل في الشؤون العربية، أو فرض أيّ حلول وتسويات للقضية الفلسطينية؛ وإلى وحدة المصير بين أبناء الشعب الفلسطيني وإخوانهم العرب، والحث على تحقيق الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني وتعبئتها وتنظيمها، من أجل إحراز النصر؛ وإلى استخدام السلاح والثورة في مواجهة العدوّ.

    بعد العمليات العسكرية الناجحة، لاقت "حركة فتح" التأييد، في مؤتمر القمة العربي الخامس، المنعقد في الرباط، من 21 إلى 23 ديسمبر 1969. ومع اطراد نموّها وازدياد سلطتها، عملت السلطات الأردنية، غير مرة، على تطويقها والقضاء عليها. كانت المحاولة الأولى، في 4 نوفمبر 1968، تتذرع بعملية إطلاق النار على طاهر دبلان، الذي كان يتزعم تنظيم "كتائب النصر"؛ لجرّ الثورة الفلسطينية إلى مصادمة؛ ثم أحداث الأردن، في 10 فبراير 1969، التي تكونت على أثرها القيادة الموحدة لحركة المقاومة؛ وأحداث 8 يونيه 1970 الدامية؛ وحرب الإبادة على الثورة الفلسطينية، في 17 سبتمبر1970. وقد أصدرت "حركة فتح"، في هذه الأحداث، بيانات، أكدت فيها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية؛ وأن الثورة فلسطينية عربية العمق، قومية الأهداف والنتائج. وفي الوقت نفسه، أكدت القيادة الفلسطينية عدم مسؤوليتها عن القلاقل، التي تحدث في الأردن؛ وعلَّلته بأنها تريد تحرير وطنها المغتصب، وليس تسلم زمام السلطة في أيّ بلد عربي. وأخيراً كانت أحداث جرش وعجلون، في يوليه 1971، وخروج الثورة من الأردن.

    أسهمت الحركة في الإبقاء على منظمة التحرير الفلسطينية قوية، متماسكة؛ إذ دعت إلى تشكيل لجنة مركزية للمنظمة، والوحدة بين التنظيمات الفلسطينية، التي بقيت على علاقة قوية بها، لم تنقطع طيلة سنوات الاحتلال، بل وطدها النضال المشترك، في مواجهة الاحتلال الصهيوني. وإضافة إلى عملها، العسكري والسياسي، أنشأت فتح، من خلال رئاستها لمنظمة التحرير الفلسطينية، العديد من المؤسسات الاجتماعية؛ ففي بداية عام 1961، كانت مؤسسة الشؤون الاجتماعية، ومؤسسة رعاية أُسَر الشهداء، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وأسهمت في إنشاء العديد من الجامعات الفلسطينية، في الأراضي المحتلة. وكذلك، أنشأت المزيد من المدارس والمعاهد العسكرية؛ إضافة إلى أنها تكفلت بإرسال الشباب الفلسطيني، للدراسة في دول مختلفة من العالم.

    نتيجة لظهور "حركة فتح" وتوسعها، اندمج فيها العديد من التنظيمات الفلسطينية الصغيرة، مثل: منظمة طلائع الفداء لتحرير فلسطين (فرقة خالد بن الوليد)، فى7 سبتمبر 1968؛ وجبهة التحرير الوطني الفلسطيني، في 13 سبتمبر 1968؛ وجبهة ثوار فلسطين، في 25 نوفمبر 1968؛ وقوات الجهاد المقدس، في 12 يونيه 1969. وأصبحت جميع هذه المنظمات، تمثلها قوات "العاصفة".

    خرجت قوات الثورة من الأردن، واتجهت إلى لبنان، حيث بدأت تعيد بناء نفسها، متجنبة، قدر الإمكان، الأخطاء، التي ارتكبتها في الأردن. ويقول أحد مسؤولي "حركة فتح" في لبنان، في السبعينيات: "إن العصر الذهبي لحركة فتح في لبنان، من منتصف عام 1968، إلى أوائل عام 1973؛ حيث استطاعت، في هذه الفترة، أن تنظم نفسها جيداً في لبنان وأن تحمي التنظيمات الفلسطينية الأخرى من الصراعات مع السلطة اللبنانية. وكانت العلاقة مع أهل لبنان ممتازة، حتى مع الموارنة. وكانت هناك علاقات اجتماعية. وكان مفروضاً على كلِّ فلسطيني في تنظيم فتح، أن يصاحب لبنانياً، وكلِّ لبناني في التنظيم، يصاحب لبنانياً آخر. إلا أن السلطة اللبنانية، كانت دوماً ترفض العمل العسكري من جنوب لبنان؛ مما أحدث قدراً من الخلافات بين المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين ".

    وعلى الرغم من فترة الهدوء، التي سادت لبنان، من عام 1968 إلى عام 1973؛ إلا أن مواقع قوات "العاصفة"، تعرضت لهجوم واسع النطاق، من قبِل الجيش اللبناني، فى31 أكتوبر1969؛ في منطقة العرقوب، في قضاء راشيا، أسفر عن استشهاد 12 شهيداً وجرح 40 شخصاً من قوات "الصاعقة". وعلى أثر هذا الهجوم، وُقِّعت اتفاقية القاهرة، بين السلطة اللبنانية، ممثلة في قائد الجيش، إميل البستاني؛ ووفد منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة السيد ياسر عرفات، رئيس المنظمة؛ وبحضور محمود رياض، وزير الخارجية المصري؛ والفريق الأول محمد فوزي، وزير الحربية المصري، في يوم الإثنين، 3 نوفمبر 1969.

    لقد أعطت اتفاقية القاهرة، اللبنانية ـ الفلسطينية، المقاومة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، حرية العمل الفدائي، من داخل الأراضي اللبنانية، شريطة عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية. وهذه هي أول مرة في تاريخ المقاومة والمنظمة، يقرّ فيها إقراراً رسمياً بوجود المنظمة على أراضي دولة عربية.

    لقد حددت "حركة فتح"، منذ تكوينها، أهدافاً، تسعى إليها، وهي: تحرير فلسطين تحريراً كاملاً؛ والقضاء على الكيان الصهيوني، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وثقافياً؛ وإقامة دولة فلسطينية ديموقراطية مستقلة، ذات سيادة على كامل التراب الفلسطيني، تحفظ للمواطنين حقوقهم الشرعية، على أساس العدل والمساواة، دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة، وتكون القدس عاصمة لها؛ وبناء مجتمع تقدمي، يضمن حقوق الإنسان، ويكفل الحريات العامة لكافة المواطنين، والمشاركة الفعالة في تحقيق أهداف الأمة العربية، في تحرير أقطارها، وبناء المجتمع العربي التقدمي الموحد؛ وكذلك، مساندة الشعوب المضطهدة، على كفاحها لتحرير أوطانها وتقرير مصيرها، من أجل بناء صرح السلام العالمي على أسس عادلة.

    لقد أدركت فتح، منذ النشأة والتكوين، أنها حركة الجماهير الفلسطينية، بكافة طبقاتها وفئاتها؛ ومن هنا، فقد ضمت صفوفها الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، فلاحين، عمالاً، مدرسين، مهندسين، أطباء، تجاراً، مزارعين، صناعيين، وغيرهم، سواء كانوا منضوين إلى أحزاب عربية، أو ممن يحملون أيديولوجيات مختلفة. كما أن فشل الأحزاب العربية، التي انضوى إليها مئات الفلسطينيين، قد أسفر عن تراجع هؤلاء نحو نشاط فلسطيني مستقل، يحقق لهم ذاتهم وأهدافهم الوطنية، بعيداً عن التنظير والمزايدة، العقائدية والأيديولوجية. وقد كان معظم هؤلاء من المثقفين والمتعلمين، الذين أدركوا المعاناة والألم، على أرض العروبة والشتات.

    إن نشأة "حركة فتح" وتشكيلها، أول جماعة فلسطينية، تتبنى الكفاح المسلح، جعلتها رائدة الحركة الوطنية؛ أضف إلى ذلك برامجها، السياسية والاجتماعية، ونظرتها إلى العمل، وإستراتيجيتها. وكلُّ ذلك، جعل غالبية الشعب الفلسطيني تؤيدها وتنضم تحت لوائها انضماماً رسمياً وعفوياً، حتى أصبحت العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية؛ ما جعلها تتحمل المزيد من الصعاب، والعقبات فلسطينياً وعربياً ودولياً.

    لقد واجهت "حركة فتح" العديد من المؤامرات، منها: مؤامرات التشكيك، والحملات النفسية، والإرهاب الفكري؛ الحلول السياسية والمبادرات الأمريكية، التي كانت تستهدف تمييع قضية التحرير، ودفع بعض الأنظمة العربية إلى القضاء على الثورة أو احتوائها، وفرض الوصاية عليها. وعلى الرغم من ذلك، ظلت فتح، هي قائدة المسيرة، قائدة منظمة التحرير الفلسطينية، حتى اعترف بها العالم العربي في مؤتمر القمة العربي، السابع في الرباط، في 26-30 أكتوبر1974، ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. وفي العام نفسه، اعترفت بها، كذلك، الجمعية العامة للأمم المتحدة، بصفة عضو مراقب؛ وسمحت لها بالاشتراك في كافة دوراتها، وكلِّ دورات المؤتمرات الدولية وأعمالها، والتي تعقد برعاية الجمعية العامة؛ فضلاً عن تلك التي تعقد برعاية هيئات الأمم المتحدة.

    وهكذا صمدت "حركة فتح" أمام كلِّ الصعاب، التي تعرضت لها. واستطاعت أن تقود منظمة التحرير الفلسطينية، حتى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، على الأرض الفلسطينية، عام 1994.



      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 6:53 pm