لأول مرة دون عملية تبادل أسرى أو مقابل
إسرائيل ستفرج عن رفات 84 فلسطينياً قتلوا في مراحل مختلفة من الصراع
أعلنت السلطة الفلسطينية عن تطور دراماتيكي طرأ على ملف الجثامين المحتجزة لدى إسرائيل، وذلك بعد أن سلمت إسرائيل الجانب الفلسطيني قائمة بـ84 اسما لفلسطينيين كانوا قد قتلوا في مراحل مختلفة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وظلت إسرائيل تحتجز جثامينهم.
وأكد عصام العاروري، مدير مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، والذي يشرف على الحملة الوطنية لاسترداد جثامين القتلى والمفقودين أن هناك مفاوضات مستمرة منذ فترة لاسترداد جثامين القتلى المحتجزة لدى إسرائيل، وأن إعادة 84 جثمانا جائت نتيجة ضغوط مارسها الفلسطينيون، إما بوسائل قانونية عبر المحاكم أو عبر هيئات ومنظمات دولية كالصليب الأحمر. كما توقع العاروري أن يجري الإعلان قريبا عن دفعة جديدة تتكون من 102 من الأسماء لفلسطينيين مفقودين أو تُحتجز جثامينهم في إسرائيل.
واستبعد العاروري في مقابلة مع "العربية.نت" أن تجري عملية تسليم جثامين القتلى لذويهم خلال أيام، كما أشاعت بعض وسائل الإعلام، و ذلك بسبب الحاجة لإجراء فحوصات الحمض النووي على تلك الجثث، وهي اختبارات لا تتوفر في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يستوجب أخذ عينات و فحصها في مختبرات خاصة في الأردن، وذلك للتأكد من هويات أصحاب الجثامين، حتى تأخذ كل عائلة ابنها، وهو ما قد يستمر أسابيع.
مصادر أخرى في وزارة الشؤون المدنية قالت إن هناك تحضيرات لمهرجان ضخم، وحفل تأبين جماعي، سيجرى لجثامين القتلى في مدينة رام الله، ومن بعد ذلك سيجري نقل الجثامين، كل إلى بلدته أو قريته.
بين الشك واليقين
أحد الواردة أسماؤهم في القائمة التي سلمتها إسرائيل للسلطة الفلسطينية هو أنيس شكري خليل، و تقول أم أنيس التي التقتها "العربية.نت" إنها عاشت 20 عاما من التوتر والشك، ففي كل مرة كانت تترسخ لديها القناعة بأن ابنها أنيس قد قتل على يد الاحتلال، وصعدت روحه إلى بارئها، كانت تصلها إشاعة ما انه لم يمت، وأنه محتجز في سجن سري في إسرائيل، وهكذا ظلت تعيش هواجس مؤلمة، إلى ان اتصلت جهات رسمية من السلطة الفلسطينية بها، وأبلغتها أنها سوف تتسلم في القريب العاجل رفاة ابنها. وهو الأمر الذي أفرحها كثيرا، إذ ستتمكن الآن من قبره وفق الأصول والشريعة، بما يحفظ كرامته كإنسان، وستتمكن من زيارة قبره يوميا والاعتناء به.
وكان أنيس الذي يسكن قرية عين عريك القريبة من مدينة رام الله، أحد نشطاء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وكان له صديق من نفس القرية واسمه رمزي شاهين، ومع أن أنيس مسلما ورمزي مسيحيا، الا أنهما ارتبطا منذ الصغر بصداقة، وشاء الله أن تستمر حتى في القبر؛ فأنيس ورمزي قررا الفرار في العام 1990 من ملاحقة الاحتلال لهما الى تونس أو الجزائر، ليلتحقا بمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد فقدت آثارهما في صحراء النقب، على الحدود مع مصر، حيث ظلت الإشاعات تلف مصيرهما طوال العشرين عاما الماضية.
وقد اصطحبت أم أنيس "العربية.نت" الى بيت صديقه رمزي، حيث التقينا بوالده وأمه، وعبرا عن ذات الشعور بالفرحة والسعادة، الممزوجة بالألم.
من جهته، يقول جمال شاهين، والد رمزي، تلقيت خبر ورود اسم ابني رمزي على قائمة الجثامين التي تنوي إسرائيل تسليمها بحزن كبير، فقد شعرت وكأنه قتل هذا اليوم. لقد بكيت كثيرا عليه طوال العشرين عاما الماضية، واليوم جفت الدموع، وأنا أفكر اليوم، كيف سنستقبل جثمان رمزي، وكيف سنصطحبه الى الكنيسة للصلاة عليه.
مقابر الأرقام الإسرائيلية
مقابر الأرقام
وتحتفظ إسرائيل بأربعة مقابر خاصة بالضحايا الفلسطينيين والعرب، استبدلت شواهد القبور فيها بأرقام، لذلك يطلق عليها الفلسطينيون اسم "مقابر الأرقام"، وتقع في مناطق عسكرية مغلقة في منطقة غور نهر الأردن، وتحتوي هذه المقابر على أعداد غير معروفة من القتلى العرب والفلسطينيين الذين سقطوا في معارك وعمليات مختلفة ضد إسرائيل، منها قبور قديمة جدا تعود الى خمسينيات القرن الماضي، وعادة ما تدأب إسرائيل على استخدام جثث الضحايا المحتجة لديها في عمليات تبادل الأسرى، أو لتحقيق مكاسب سياسية مختلفة.
ولمتابعة ملف المفقودين و القتلى المحتجزة جثامينهم لدى إسرائيل، أنشئت جهات فلسطينية ما بات يعرف بالحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، ويشرف على الحملة مركز القدس للمساعدات القانونية وحقوق الإنسان، حيث يعمل المركز على توفير مساعدات قانونية ومحامين مختصين لذوي المفقودين، من أجل مساعدتهم على ملاحقة السلطات الإسرائيلية قضائيا و قانونيا، ومن أجل حشد وتوحيد الجهود الدولية للضغط على إسرائيل للكشف عن مصير المفقودين وإطلاق سراح جثامين الشهداء.
وقد تمكن المركز منذ إعلان انطلاق الحملة عام 2008 من إحصاء وتوثيق 334 حالة، إما قتلت أو تصنف في عداد المفقودين، حيث يصل عدد أولائك الذين يعتبرهم ذووهم أنهم قتلوا وتحتجز إسرائيل رفاتهم إلى 280 حالة، أما المفقودين و مجهولي المصير، فتدور شكوك أن إسرائيل مسؤولة عنهم وعددهم 54 شخصا.
ومع أن هناك العشرات من المفقودين العرب أو الضحايا الذين تحتجز إسرائيل جثامينهم، الا أنه لم يجر توثيق أسمائهم و حالاتهم حتى الآن، وذلك لغياب المصادر الأولية لتلك الحالات و غياب الشهود، أو بسبب اليأس وعدم الاكتراث والمتابعة.
ويشار إلى أن أغلب الحالات التي وثقها مركز القدس هي لفلسطينيين، باستثناء حالتين من المغرب العربي وأخرى من الأردن، وأنه وللمرة الأولى يجري تحرير هذا العدد من الجثامين المحتجزة في إسرائيل بدون عملية تبادل أسرى أو أي ثمن.
الأحد أبريل 06, 2014 11:45 pm من طرف مطر العيون
» لوحــــــــات التــــــــــوزيع M.V Distribution Board
الأربعاء يناير 23, 2013 8:50 pm من طرف إعصــــار فتــح
» كيف نحافظ على الأجهزة الإلكترونية
الأربعاء يناير 23, 2013 8:46 pm من طرف إعصــــار فتــح
» تعلم قواعد الفرنسية بالكامل في ساعة و احدة
الأربعاء يناير 23, 2013 8:36 pm من طرف إعصــــار فتــح
» خدمه العملاء
الأربعاء يناير 23, 2013 6:55 am من طرف إعصــــار فتــح
» كورس الجامعة الامريكية لدراسات الجدوي للمشروعات الهندسية,Global Feasibility Study For Engi
الأربعاء يناير 23, 2013 6:51 am من طرف إعصــــار فتــح
» ((~~العبارات التحفيزية الايجابيه لك وللاخرين~~))
الأربعاء يناير 23, 2013 6:48 am من طرف إعصــــار فتــح
» ادارة الازمــات
الأربعاء يناير 23, 2013 6:46 am من طرف إعصــــار فتــح
» عشر نصائح لمكافحة التوتر النفسي
الأربعاء يناير 23, 2013 6:38 am من طرف إعصــــار فتــح