رسائل شرقية

أنت ِ المساحة ُ الواسعة ُ التي يمكن ان يتحرك َ فيها السائرون على الأرض ليغسلوا بعضا من خطاياهم على ارض الخطايا الملتهبة / أنت ِ الفرصة ُ المُتاحة ُ للتأمل والإكتشاف / ومن يعبر ْ في عوالمك ِ عليه ان يدرك َ عظمتك / ومن لا يدرك عظمتك َِ فهو أجهل ُ الجاهلين / لأن حقيقتك َ هي البرهان ُ الساطع / والبرهان الساطع ُ لا يحتمل ُ التأويل / فالغربال ُ لا يمكن ان يحجب َ نور الشمس

**

كم هي مُتعَبة ٌ هذه النفوس ُ التي تجري جري الوحوش من اجل ِ الحصول على لقمة عيشها / كم هي متعبة ٌ هذه الأجساد ُ التي تنوء باعبائها في دروب الحياة المختلفة ؟

وتأتين َ أنت َ نسمة ً باردة في صيف لاهث لتروي هذه النفوس المتعبة / وتسند ُ هذه الأجساد التي احناها التعب / تأتين َ أنت لتفتحي طريق افراح ِ الروح / فأنتَِ من يجدد القيم / وأنت ِ من يجدد المعاني / وأنت ِمن يمنح الأمل / وعلى يديك تنزاح ُ الأعباء ُ والهموم / فأنت ِ استراحة ُ الروح في زمن الصخب .

**

أ ُوميْ ُ من بعيد / واقول تقدمي ايتها الحبيبة / وكلما تصاعد خفق ُ خطواتك َ / تصاعدت في داخلي فورة ُ افراح ٍ وكأن َ عرسا يولد في جسدي / وحقيقة ُ الأمر ِ انك عرسُ الروح التي تتطهر ُ بك / وتسمو بك / وتتصاعد ُ الى الأعالي بسحر ِ نورِك

**

في سوق الزمن / يتدافع ُ الجميع ُ بلا هوادة / في سوق الزمن يتراكض ُ الجميع ُ الى حيث يحلمون / وغالبا ما ترتبط ُ هذه الأحلام ُ بالارض / فهي احلام ٌ أرضية / تدفعها نوازع ُ ارضية / أما أنت ِ فتأتين َ لتحدثي الإرباك َ في هذه المعادلة التي تعني الركض من اجل مصالح الأرض / تأتين أنت ِ لتذكري الجميع بالركض من اجل مصالح السماء / الركض من اجل زاد ٍ تأخذه معك / لا ان تتركه على ارض فانية / وهذا الزاد ُ هو الوحيد ُ الذي ينفعك / وحين تأتين يشعر الكثيرون بهذه المعادلة بعمق ٍ أكثر / فيعيدون ترتيب اوراقهم على اضواء نورك .

**

اجل حين تأتين يتفحص ُ الكثيرون أوراقهم ومواقفهم من السماء / فأنت ِ صوت ُ سماوي ٌ يوقظ ُ العابرين وراء مصالح ِ الأرض على حساب مصالح السماء / وأنتِ صوت ٌ يوقظ ُ التائهين في غمرات ِ الصخب / ونورُكَ وحدهُ من يكشف السراب من الحقيقة / وأنت ِ وحدك ِ من يُزيل ُ تموجات السراب َ لتتضح َ ملامح ُالحقيقة / وأنت وحدك ِ من يكشف ُ الحقيقة َ لتتشكل َ واضحة الملامح دون ان يداخلها الريب / أو تقترب ُ منها الشكوك / حقيقتك َ لا تقبلُ الريب َ والشكوك / لأنها الحقيقة ُ الناصعة التي تفتح ُ الباب َ واسعا في الطريق الى الله تعالى شأنه .

**

مرحبا بك ِ وأنت ِ توقظين َ الضمائر َ لتغتسل َ بك

مرحبا بك ِ وأنتي ِ تزيلينَُ تموجات ِ السراب عن عين ِ الغافل

مرحبا ً بك ِ وأنت ِ تشرقين َ في القلوب ِ والضمائر فتمنحيها فرحة َ الأمل

مرحبا بكَِ وأنت ِ توقظين َ سعادة َ الروح من غفواتها